" وأيش تعمل الماشطة في الوش العكر " ؟!!!
هل تتخيل بأن الكارثة المسماة ميدان رمسيس سوف يحضروا له استشاريين أجانب لإعادة تخطيطه وتجميله وذلك في حين إن عندنا الكثير من المهندسين الأكفاء ومنهم من هو أفضل بكثير من الأجانب ولكننا بنعاني وبشدة ومنذ زمن بعيد من عدم الثقة بأنفسنا وعقدة الخواجة التي لا تريد أن تفارق أدمغتنا أبداً التي ملئها الفول ... عموماً إذا أردنا أن نتحدث عن ميدان رمسيس فيجب أولا أن نتذكر بأنه عنوان لمدينة القاهرة عاصمة مصر المحروسة والفرعونية والتي أردنا منذ زمن بعيد أن نذكر كل قادم إلي قلب قلبها النابض بهذا الرمز فوضعنا به تمثال رمسيس دالاً علي عنوان حضارتنا الأصيل وما كانت عليه من ازدهار عندما تسيدت مصر شمس المعرفة في العصور الخوالي وكانت هي رمز "الحضارة والتقدم" وعنوان لها في هذا العصر القديم الذي نأمل في يوماً ما أن نعيد أمجاده لبلادنا فنسترجع سبقها الحضاري الذي كان ... عموماً بدلاً من البكاء علي الأطلال سأحاول هنا أن أقدم الحل :
أولاً : يجب حل كل مشاكل الميدان من ناحية التخطيط المعماري هندسياً تماماً من قبل البدء في تجميله ( أي بمعني آخر حل كل مشاكل المرور فيه للسيارات والمشاة على حد سواء ) .
ثانياً : خلق الفراغ الكامل بمساحة كبيرة حتى نستطيع تجميله سوف أذكر لاحقاً كيفية خلق هذا الفراغ داخل هذا الميدان ( و إلا لو حاولنا أن نجمله بشكله الحالي فسنكون عملنا زى ما بيقول المثل " أيش تعمل الماشطه في الوش العكر " ) فنحن عندنا عدة مشاكل أساسية في تجميل الميدان :
الأولي : كوبري 6 أكتوبر بجسده الخرساني القاطع لوسط الميدان على ارتفاع مع مطلع ومنزل له .
الثانية : الكثافة المرورية العالية للسيارات في الميدان بأنوعها المختلفة ( نقل عام وخاص وخلافه ) .
الثالثة : الكثافة العالية للمشاة المار بالميدان .
الرابعة : نقاط التحميل للمشاة ( أماكن التوقف لتحميل الركاب ) .
الخامسة : الباعة الجائلين .
السادسة : بعض المباني القديمة والمتهالكة ذات الشكل غير الحضاري على الإطلاق ولا تصلح أن تكون واجهه في قلب ميدان حضاري .
المهم بعد حل كل المشاكل الموجودة في هذه الفقرة السابقة تخطيطياً ومعمارياً وهندسياً نخلق الفراغ اللازم لتجميل الميدان بأن نعمل سطح متصل معلق أعلي من كل الميدان وعلي كامل مساحته بحديقة معلقه مزينه بالأشجار و النافورات يتوسطه هرم مدرج مضيء ينساب عليه شلال من المياه من الأربع جهات وتعلوه في الوسط وفوق قمته نسخه خفيفة مفرغة من الداخل من تمثال رمسيس رمز الحضارة المصرية القديمة وعصر النهضة ورمز الميدان الدائم وبحجم يماثل حجم تمثال الحرية (يعني تقريباً عشرين مره حجم رمسيس الحالي "يعنى ارتفاعه في حدود 300م" وتستطيع الناس الصعود في داخله لعدة مستويات مختلفة بالمصاعد ويمكن استغلاله سياحياً و تجاريا من الداخل يا أما بعمل متحف صغير للحضارة المصرية أو بعمل مول تجارى لصناعات خان الخليلي والحرف اليدوية الجميلة التي تشتهر بها مصر ) وأن تكون واجهته في مواجهة محطة القطارات وأن تكون له مصاعد حتى من داخل وقلب محطة مترو الأنفاق التي تقع أسفله .
ثالثاً : وهنا نجد سؤال بيطرح نفسه فكم يتكلف هذا الصرح الضخم وهل سنستطيع بناءه ؟
في الواقع أن المشروع ليس خيالي علي الإطلاق ومن الممكن تنفيذه وأيضاً بدون أن تتحمل الدولة أي أعباء علي الإطلاق بل من الممكن أن يكون مربح من أول يوم وذلك بنظام الـ "BOOT" وهو باختصار حتى لا نتعب أدمغة الغير متخصصين "أن يأتي مستثمر فيبنى المشروع ويمتلكه لفترة ويشغله فيها ليربح ثم يعيد نقل ملكيته للملكية العامة للدولة بعد فتره بتتراوح غالباً (من 10 إلي 20 ) سنه" , وحتى نزيد من جذب المستثمرين للمشروع أو من الدخل من البداية للدولة فمن الممكن أن نوزع على أطراف المساحة مجموعه من الشاشات العملاقة وموجهه وجهها للتمثال كما نعمل عليه من أسفل السطح المعلق نفس الفكرة ولكن عكسياً وذلك بأن تكون الشاشات موضوعه علي الهيكل الأوسط موجهه وجهها للخارج كالشمس وأيضاً على أطرافه وتعرض عليها أفلام تسجيليه عن الحضارة المصرية القديمة (وتتخللها استراحات إعلانيه لا تزيد بأي حال من الأحوال عن 10% من مجموع وقت البث عليها) وتوقف بالطبع وقت الأذان .
الخلاصة بأن هذا المشروع سيكون واجهه مدهشة للقاهرة ولمصر عموماً علي المستوى المحلى والدولي ونقطة ألتقاء و أتصال لحضارتنا القديمة بالمدنية المعاصرة وعنوان للعاصمة الأشهر في منطقتها ونقطة بدء جديدة وانطلاقه رائعة نحو المستقبل .
مهندس /حمدى عصام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق